تفسـير ســورة الملـك
الآية 22 - 30 الآية 16 - 21
الآية 6 - 15
الآية 1 - 5
إلى أعلى
معاني الكلمات:
معناها
الكلمة
تعالى أو كثر خيره وإنعامه
تبارك
ليختبركم في الحياة
ليبلوكم
له الأمر والنهي والسلطان
بيده الملك
أوجده
خلق الموت
بعضها فوق بعض
طباقا
انظر مرة أخرى نظرة متفحِّص
فارجع البصر.
صاغراً لعدم وجود الفطور
خاسئا
القربى أي السماء التي هي أقرب إلينا من سائر السماوات
الدنيا
عذاب النار المستعرة المتوقدة
السعير
هيأنا
أعتدنا
أصوبه وأخلصه وأسرعه طاعة
أحسن عملا
اختلاف وعدم تناسب
تفاوت
شقوق وصدوع أو خلل
فطور
رجعتين رجعة بعد أخرى
كرتين
كليل من كثرة البحث عن الفطور والتفاوت
حسير
بكواكب مضيئة
بمصابيح
المراد ما يرجم به من الشهب التي تنقض لرمي مُسْتَرِقِيْ السمع من شياطين الجن والإنس
رجوما للشياطين
المعنى الإجمالي:
افتتح الله سبحانه هذه السورة الكريمة بتقديسه تعالى والثناء عليه.. وهو سبحانه المالك للكون المتصرف فيه تصرفا مطلقًا وله القدرة التامة الشاملة وبيده الموت والحياة أَوجدهما لاختبار الجنس البشري حتى يظهر منهـم الأَحسن عملا على غير حاجة وضعف منه لأَنه قوي عزيز لا يدانيه في قدرته أَحد وليس في حاجةٍ إِلى خلقه عزيز في انتقامه ممن عصاه غفور لمن تاب إِليه وأَناب.
ثم أخبر سبحانه بأنه خلق سبع سماوات بعضها فوق بعض لا خلل فيها ولا عيب.. ووجَّه أَنظار عباده إلى هذا الصنع العجيب وهل يرى الناظر في السماوات أيَّ تفاوت أَو تناقض أو صدوع مهما دقَّق النظر وأَعاد التدقيق مرَّة بعد مرَّة. فلن يلبث هذا الناظر أن يعود إليه بصره ذليلا مذهولا، كَلِيلاً مما شاهد من العَظَمةِ وجميلِ الصُنع. مستشعرًا بعجزه عن إدراك الأَسرار الربَّانيَّة مستبينا ضآلة شَأْنِه إِِزَاءَها. وبعد بيان كمال خلق السماوات يوجه تعالى الأنظار إِلى جمالها وما يراه فيها من النجوم والكواكب على نسق رتيب جميل يهتدي بها المسافر وغيره وكما أَنَّها زينة السماء فقد جعلها الله رجوما للشياطين الذين يسترقون السمع من السماء الدنيا وهذا جزاؤهم في الدنيا أما في الآخرة فسيعذبون في نار جهنم.
وصلة هذه الآية الأَخيرة {ولقد زينا السماءَ...} الآية أنَّه لما ذكر خلقه للسماوات وأنَّه لا انفطار بها ذكر في هذه الآية تزيينه للسماءِ الدنيا بهذه النجوم.
ما يستفاد من الآيات:
1 - تمجيد الله والثناءُ عليه.
2 - شمول قدرة الله سبحانه وتعالى. وكمال تصرفه في الكون
3 - إثبات صفة اليد لله على ما يليق به سبحانه.
4 - حكمة الله في خلق الموت، والحياة وهي اختبارهم في الدنيا ومعرفة صالحهم من طالحهم.
5 - الحث على التأمُّل والتدبُّر في آيات الله ومخلوقاته.
6 - بيان الحكمة من خلق النجوم.
إلى أعلى
معاني الكلمات:
معناها
الكلمة
المصير المرجع والمآب
وبئس المصير
تغلى بهم كغليان القدر
تفور
هم "مالك" وأعوانه
خزنتها
صوتا قويا منكرا
شهيقا
تتقطع وتتميَّز
تميَّز
جماعة من الكفَّار
فوج
رسول ينذركم عذاب الله
ألم يأتكم نذير
بعيد عن الحق والصواب
ضلال كبير
يخافونه في السر
يخشون ربهم بالغيب
جوانبها وطرقها وفجاجها
مناكبها
أي مَبْعَدَة لهم عن رحمة ربهم
فسحقاً لأصحاب السعير
مذلَّلة لينة سهلة
ذلولاً
إليه تبعثون من قبوركم
وإليه النشور
المعنى الإجمالي:
بعد أَن ذكر سبحانه أَنه أَعد عذاب السعير للشياطين الذين يَسْتَرِقُون السمع أَردف هذا ببيان أَن هذا العذاب مُعَدٌّ لكل جاحدٍ بوحدانية الله مُكَّذِبٍ برسله وقد وصف سبحانه هذه النار بصفات تبعث الرعب والفزع في نفوس من يُعذَّبون فيها لِمَا يسمعونه من أَصوات مرعبة لعظم فورانها ، وشدة تفجُّرها ومع هذا المنظر الفظيع والعذاب المؤلم تسأل الملائكة الموكلون بعذاب النار كل جماعة ألقيت في النار أَلم يبعث الله فيكم رسلا تحذركم من عقاب الله؟
فيجيبون إِجابة المتحسِّر النادم قد جاءَنا نذير فكذَّبناه وسفَّهناه وأَنكرنا أَن يرسل الله رسلا للناس ، فيرد عليهم خزنة النار بقولهم إِنَّكم كنتم في ضـلال بعيد عن الحق والصواب.
وحينئذ يقول الكفَّار لو كانت لنا عقول ننتفع بها وآذان نسمع بها الحُجَّة والبرهان ما كنَّا على ما نحن عليه من العذاب الشديد.
وبعد هذا أَوضح سبحانه جزاءَ من خَشِيَ ربَّه في خلوته وامتثل أوامره ولم ينتهك محارمه.. وهو المغفرة والثواب الجزيل.
ثم نبه سبحانه عباده على شمول علمه واطلاعه على السرائر، وأَنه لا يخفى عليه شيء يدور فيها. وكيف يخفى عليه شيء من شئون خلقه وهو لطيف بأَحوال عباده خبير بما تكنُّه ضمائرهم.
وبعد هذا أَخذ سبحانه يعدد بعضاً من نعمه على عباده فأَخبر بأنَّه جعل لهم الأَرض ذلولا وأَمرهم بالسير في جوانبها وطرقها والتماس وسائل الرزق كالزراعة والتجارة وعامَّة وجوه المكاسب وليتمتعوا بما أوتوا ثم إلى ربهم بعثهم ونشورهم .
ما يستفاد من الآيات:
1 - التحذير من الكفر وبيان شؤمه وعاقبته.
2 - وصف لحالة الكفار فيما يلاقونه من العذاب والأهوال يوم القيامة .
3 - خشية الله وطاعته تورث المغفرة والرضوان.
4 - سعة علمه سبحانه واطلاعه على خفيَّات الأمور وظواهرها.
5 - الحث على السعي في الأرض لطلب الرّزق .
6 - الإِيمان بالبعث والنشور والجزاء والحساب.
إلى أعلى
معاني الكلمات :
معناها
الكلمة
هو الله سبحانه وتعالى
من في السماء
يغيِّبكم فيها
أن يخسف بكم الأرض
ترتج وتضطرب
هي تمور
ريح شديدة ترميكم بالحصباء
حاصبا
باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانها
صافَّات
أي ويضممنها تارة أخرى
ويقبضن
ما يمنعهنَّ من السُقوط في حالة البسط والقبض إلاَّ الله بقدرته ورحمته
ما يمسكهن إلاَّ الرَّحمن
أعوان لكم ومَنَعَة
جندٌ لكم
خديعة من الشيطان وجنده
غرور
تمادوا في استكبار وعناد
لجُّوا في عتو
تباعد عن الحق
نفور
المعنى الإجمالي:
في هذه الآيات يخوِّف تعالى الكفَّار ويحذِّرهم من عذابه ونقمته فيحل بهم من العذاب ما حل بالأمم المكذِّبة لرسلها. فيخسف الله بهم الأرض ويجعلهم في أسفلها أو يسلط الله عليهم ريحاً تحمل الحصباء فتحصبهم بها تعذيباً لهم وعندئذ يعلمون سوءُ عاقبة تعذيبهم بإنذار الله حين يحلُّ عليهم العذاب في الدنيا كما حلَّ بالأمم الماضية المكذِّبة لرسلها. فحاق بهم من سوءِ العذاب ما لا مرد له.
ثم لفت سبحانه أنظار الكفَّار إلى عظيم قدرته ومنَّته على عباده، فأمرهم بالنظر إلى الطير حين تبسط أجنحتها في الجو تارة وتضمها أخرى ولا يمسكها من السقوط غير الله سبحانه لأنَّه البصير بما يصلح أحوال خلقه.
وبعد هذا أخذ سبحانه ينكر على المشركين ويوبخهم ويقيم عليهم الحجَّة على التجائهم إلى غيره تعالى وطلبهم الرزق من غيره فأخبر أَنهم بعملهم هذا قد تمادوا في الطغيان وأمعنوا في الإدبار عن الحق لا يستمعون إِليه ولا ينتفعون به.
ما يستفاد من الآيات:
1 - إِثبات علو الله سبحانه على خلقه.
2 - وجوب الخوف والحذر من عقاب الله ونقمته.
3 - أنه سبحانه وتعالى هو المعبود الرازق .
4 - الحث على التفكر في آيات الله ومخلوقاته.
إلى أعلى
معاني الكلمات:
معناها
الكلمة
واقعا عليه
مكِبًّا على وجهه
معتدلا منتصبا
يمشى سويا
خلقكم
أنشأكم
القلوب
الأفئدة
خلقكم وبثكم وفرَّقكم
ذرأكم
الحشر
متى هذا الوعد ؟
رأوا العذاب قريبا منهم
رأوه زلفـة
كئبت واسودت غما وذلا
سيئت
أخبروني
أرأيتم
ينجيهم أو يمنعهم
يجير الكافرين
ذاهبا في الأرض
غوراً
جارٍ أو ظاهر سهل التناول
بماء معين
المعنى الإجمالي:
ضرب تعالى مثلا يبيِّن فيه حال المشرك والملحد في حيرته وضلاله بمن يمشي منحنياً ولا يدرى أَين يسلك ولا كيف يتوجه، وهذا شأنه في الدنيا أَما في الآخرة فيحشر على وجهه في نار جهنم. وحال المؤمن الموحِّد في استقامته وحسن بصيرته فهو كمن يمشى منتصب القامة على طريق واضح وهذا شأنه في الدنيا أما في الآخرة فإِنَّه يُحشر وهو يمشي سوياً على صراط مستقيم يوصله إِلى الجنَّة .
ثمَّ أَعقب هذا بامتنانه تعالى على عباده بخلقهم وإِعطائهم نعمة السمع والبصر وأَخبر تعالى أنه لا يشكره على هذه النعم إِلا القليل من النَّاس مع أَنَّه سبحانه هو الذي أَوجد المخلوقات وبثَّها في الأَرض على اختلاف صفاتها وأَلوانها ثم يجمعهـا بعد هذا التفرق ويعيدها كما خلقها أَول مرة .
ثم ذكر سبحانه أن المشركين يسألون رسوله صلى الله عليه وسلم عن موعد البعث وأمره بأن يرد عليهم بأنَّه لا يعلم تحديد ذلك على وجه اليقين غير الله وإنما أمرت أن أنذركم بوقوعه. وبعد هذا ذكر تعالى أن المشركين حين تقوم القيامة ويتحققون وقوع ما كانوا ينكرونه من البعث والعـذاب تعلو وجوههم الكآبة والحزن وتقول لهم الملائكة هذا ما كنتم تعجلون وقوعه قد وقع ولا مفر لكم منه.
ثم أمر سبحانه وتعالى رسوله بأن يقول للكفَّار الَّذين يدعون عليه وعلى المؤمنين بالهلاك لا مفر لكم من عذاب الله بسبب كفركم الموجب لهـذا العذاب سواءُ أهْلَكَنا كما تتمنون أَم منَّ الله علينا فأطال لنا البقاء إِلى حين، فكلا الأمرين فيه ظفر بما نبتغي وميل لما نحب ونهوى.
كما أمر رسوله بأن يُعْلِمَ الكفَّار بإِيمانه وإيمان من معه إِيماناً مطلقاً وأَنَّهم متوكلون عليه وحده. وسينكشف الأمر في الآخرة لكلا الفريقين ويتضح أيُّهما المهتدي والضال ولمن تكون العاقبة الحسنة.
وبعد تهديد الكفَّار بعذاب الآخرة الَّذي يشكُّون فيه يأتي تهديدهم في نهاية السورة بحرمانهم من عنصر الحياة الأول وهو الماءُ الذي جعله الله مادة الحياة للإنسان والحيوان والنَّبات فمَنْ غيرُ الله يأتي بهذا الماء لو أَراد حرمانهم منه؟
صلة الآية الأخيرة بما قبلها: أنه لما ذكر سبحانه تكذيب الكافرين فيما مر من الآيات ذكر في هذه الآية بعض نعمه عليهم وأنه قادر على أن يسلبها منهم.
ما يستفاد من الآيات:
1 - مسالك الغي والضلال تؤدي بصاحبها إلى المتاهة والشقاء.
2 - طريق الهداية واضح يؤدي إلى السعادة والفوز في الدنيا والآخرة
3 - موجد النعم والمتفضل بها على عباده هو الله سبحانه.
4 - علم الساعة والبعث والنشور من خصائصه جل وعلا.
5 - الكفَّار والمنافقون جبلوا على كراهية المسلمين وتمني زوالهم.
6 - وجود الماء من أكبر نعم الله على خلقه.